لا أحد يستطيع أن ينكر أن لاعب ريال مدريد والمنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو Cristiano Ronaldo هو واحد من أساطير هذه اللعبة الذي يلعب في مركز المهاجم الصريح أو الجناح والذي أستطاع ابهار العالم بأدائه في الملعب وبهذا الكم الكبير من الإنجازات الشخصية والبطولات الكثيرة التي حققها، وكذلك حياته الشخصية والعملية خارج الملعب والتي تتسم أيضاً بالنجاح المنقطع النظير، فضلاً عن شخصيته الفريدة المحبه للناس وللأعمال الخيرية وفي نفس الوقت هو شخص يعشق النجاح والتميز ولا يقبل بما هو أقل فهو يعشق التحدي ولا يلتفت للآراء النقد الهدام.
نشأة اللاعب كريستيانو رونالدو CR7
ولد رونالدو عام 1985 في بلدة فقيرة تسمى فونشال وهي في جزيرة ماديرا البرتغالية في أسرة فقيرة حيث كان يعمل أبوه كبستاني في المدينة وأمه كانت طباخه وقد كان له ثلاثة أخوه واختان، ظهرت في بدايات كرستيانو حبه الكبير لكرة القدم حيث كان دائماً يشجعه أبوه على هذه الرياضة فقد كان أبوه هو أول من دربة من خلال قيامة بدور المدير الفني لفريق الهواه داخل المدينة، فقد كان يحلم كريستيانو أن يكون أحد اللاعبين الكبار في يوم من الأيام حتى ينتشل أهله من هذا الفقر الذي عاشو فيه لسنين طويلة، فقد كانت كل العائلة تدعمه في فترة شبابه المبكرة نتيجة ما أظهره من مهارة كبيرة في اللعب ونضج في الشخصية في سن صغيرة جداً لأنه كان يسبق أقارنه من نفس السن في مهارة اللعب وكذلك الشخصية.
الأندية التي لعب بها كريستيانو رونالدو
- ناشيونال ماديرا: أنضم رونالدو إلى نادي ناشيونال ماديرا في عام 1995 وهو النادي المحلي الأقرب لنشأته، أظهر رونالدو مهارة كبيرة جداً في اللعب الأمر الذي جعله يلعب في الفريق الأول في سن صغير جداً ليكون واحد من أصغر اللاعبين الذين يشاركوا في مباريات مع الفريق الأول في سن صغير جداً، فقد لفت الأنظار بشده مع هذا الفريق المحلي.
- سبورتنج لشبونه: تعتبر الفترة التي قضاها اللاعب في صفوف فريق سبورتنج لشبونه أحد أعرف الأندية البرتغالية مرحلة هامة في تاريخ اللاعب لأنها شكلت فيه كثيراً من خلال لعبه في كل فرق الشباب من سن 16 عام وصولاً إلى الفريق الأول. فقد كان ظهور رونالدو بمستوى مميز للغاية في سبورتنج لشبونه وخصوصاً في مباراة فريقه ضد نادي مانشيستر يونايتد الإنجليزي والذي هزم فيها لشبونه مانشستر بثلاثية هي البوابة لظهور رونالدو مع أحد أكبر أندية الدوري الإنجليزي وأوروبا -نادي مانشستر يونايتد-عندما أبدى السير اليكس فيرجسون أعجابه باللاعب بعد هذه المباراة.
- مانشستر يونايتد: فترة لعب رونالدو في مانشستر يمكن تسميتها بأنها فترة النضوج لهذا اللاعب العظيم والذي بدأ فيها بالتطور سريعاً وحصد الألقاب سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الفريق. فحامل الرقم "سبعة" والذي خلف لاعبين كبار في ارتداء هذا الرقم كان آخرهم دافيد بيكهم تأقلم سريعاً مع الفريق وبات له دور بارز في حصد الألقاب من خلال صناعة الفرص وتسجيل الأهداف حيث فاز بكأس الأتحاد الإنجليزي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في مواسمه الأولى مع مانشستر. ظل رونالدوا في التألق وفي تسجيل الأهداف مع نادي مانشستر في مختلف البطولات المحلية والأوروبية إلى أن أستطاع أن يحقق لقب دوري أبطال أوروبا عام 2008 وهي نفس السنة التي حصل فيها على الكرة الذهبية الأولى له، فقد كان معشوق جماهير نادي مانشستر ولهذا حزنوا كثيراً لترك اللاعب النادي وذهابه للعب في الدوري الإسباني من خلال بوابة نادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد.
- ريال مدريد: مما لا شك فيه أن كريستيانو رونالدو هو أحد أهم لاعبي الفريق الملكي منذ انتقاله للفريق، فقد أرتدى في البداية القميص رقم 9 والذي سبق وأن ارتداه الظاهرة البرازيلية رونالدو وبعد ذلك أرتدى رقمه المفضل 7 بعد رحيل راؤول عن نادي ريال مدريد، فمن خلال فترة تواجده مع فريق ريال مدريد تطور رونالدو كثيراً ليكون اللاعب الأهم في الفريق محطم كل الأرقام القياسية والتي كان أهمها قيامه بتسجيل 44 هدف في عام 2016، فقد أستطاع رونالدو الحصول على لقب هداف الدوري الإسباني وهداف هداف دوري أبطال أوروبا، والهداف التاريخي لنادي ريال مدريد وغيرها من الألقاب الشخصية، وعلى الناحية الأخرى فقد حقق لفريقة ريال مدريد مختلف البطولات مثل الدوري الإسباني، وكأس ملك اسبانيا، ودوري أبطال أوربا، وكأس العالم للأندية فضلا عن بطولتي السوبر الأوربي والسوبر الإسباني كل هذا بفضل أداء اللاعب المبهر وقدرته الغير معتاده في حسم البطولات من خلال أهداف في المباريات الصعبة، فمن خلال تميزه صنع الإنجازات الشخصية ولناديه ريال مدريد.
رونالدو والمنتخب البرتغالي
كريستيانو رونالدو صاحب الرقم 7 أيضاً من منتخب بلاده هو قائد الفريق البرتغالي وأبرز لاعب في الفريق، فقد أنضم رونالدو لمنتخب البرتغال لأول مرة عام 2003 وأول بطولة لعبها كانت بطولة يورو 2004 والتي نظمتها بلاده. لعب رونالدو دور بارز في عدم غياب البرتغال عن المحافل الدولية الكبيرة، فقد حضرت البرتغال في كل كؤوس العالم منذ عام 2006 حتى 2014 وكذلك كل بطولات يورو منذ عام 2004 وحتى 2016 من خلال تسجيله للأهداف في أثناء التصفيات وفي تلك البطولات أيضاً. مجهودات رونالدو مع منتخب بلاده ساهمت في فوز منتخب بلاده بيورو 2016 بعد مباريات ماراثونية ضد منتخب الديوك الفرنسية حيث لعب رونالدو دور المدرب بعد خروجه في الشوط الأول بسبب الإصابة يفوز رونالدو ورفاقه بالبطولة.
الجوائز والألقاب
حقق كريستيانو رونالدوCR7 أرقام قياسية وجوائز وألقاب من الصعب حصرها لواحد من أعظم الرياضيين على مستوى العالم. فعلى مستوى الألقاب الشخصية حقق رونالدو الكرة الذهبية ثلاثة مرات، وأفضل لاعب في العالم، وأفضل لاعب شاب، أفضل لاعب في أوروبا، هداف لجميع البطولات التي لعب فيها مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني وهداف كأس العالم للأندية وغيرها. كما قام بتحقيق بعض الأرقام القياسية مثل الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، أول لاعب يسجل أربعين هدف في موسميين متتاليين، أصغر لاعب يتخطى مئة مباراة مع منتخب البرتغال، أول لاعب يسجل في جميع فرق الدوري الإسباني في موسم واحد وغيرها.
وعلى صعيد الألقاب التي حققها من الفرق المختلفة التي لعب لها، فقد أستطاع تحقيق دوري أبطال أوروبا مع كل من مانشستر يونايتد وريال مدريد. كما حقق القاب مع الدوري الإنجليزي ثلاثة مرات والدوري الإسباني مرتين وفاز ببطولات الكؤوس المختلفة في إنجلترا بالإضافة إلى كأس ملك اسبانيا. حصد رونالدو السوبر الإسباني والسوبر الأوروبي وكذلك كأس العالم للأندية، وفاز ببطولة وحيدة مع منتخب بلده البرتغال وهي يورو 2016.
رونالدو خارج المستطيل الأخضر
يحاول رونالدو الاحتفاظ بحياته الشخصية بعيداً عن وسائل الأعلام، ولكن من المعروف أن لكرستيانو علاقتان عاطفيتان الأولى مع عارضة الأزياء الروسية أرينا شايك والتي استمرت لخمس سنوات والثانية مع عارضة الأزياء الإسبانية جورجينا رودريجيز. لدى لرونالدو ثلاثة أبناء أكبرها جونيور بالإضافة إلى تؤام ولد عام 2017.
يهتم رونالدو بالأعمال الخيرية، حيث يقوم بالتبرع بالملايين لصالح الأطفال والكوارث الطبيعية، ويذكر له أنه باع الكرة الذهبية التي حصل عليها عام 2012 من أجل دعم المدراس والتعليم في قطاع غزة بفلسطين.
يشارك رونالدو بصفته واحد من أشهر الرياضيين في العالم في كثير من عقود الرعايا والإعلانات الخاصة بكبرى الشركات العالمية مثل شركة نايكي Nike للرياضة، سامسونج وطيران الإمارات وشركة المشروبات المشهورة كوكاكولا.
لدى رونالدو متحف في البرتغال يضم الجوائز الشخصية التي حصل عليها اللاعب، كما يمتلك متجر CR7 في العاصمة البرتغالية لشبونه وفي ماديرا مسقط رأسه، ومن المعروف عن رونالدو امتلاكه لثروة مالية كبيرة تصل إلى مئتان وخمسون مليون دولار.
أشترك رونالدو في تمثل فيلم وثائقي عن حياته الشخصية وعن عائلته وأبرز من ساهموا في وصوله إلى ما هو عليه من خلال هذا الفيلم الذي نشر في عام 2015. بدون شك سيبقى كريستيانو رونالدو في ذاكرة الجميع حتى بعد أن يعتزل كرة القدم نظراً لما قدمه من متعة وقيامه بتحقيق الإنجازات والبطولات بشكل من الصعب تكراره!
