باتت السعودية محط أنظار العالم في الفترة الماضية، وذلك بعد سلسة من الخطوات الجريئة في شتى المجالات، ولا سيما في المجال الرياضي.
القيام بتخصيص مليارات الدولارت من قبل صندوق الإستثمار السعودية من أجل خدمة الأنشطة الرياضية، وضع السعودية تحت أضواء العالم كله ورفع سقف الطموحات بصورة لم تحدث من قبل في أي دولة عربية!
الخطوات المتميزة التي يقوم بها صندوق الإستثمارت ما هي إلا نتائج خطط مُحكمة تقودها إستراتيجيات رائدة تهدف إلى تحقيق رؤية السعودية الشاملة 2030. فقد اتخذت السعودية مؤخراً مجموعة من القرارات الهامة في هذا السياق مع تحديد أهم الأهداف مع مدى تأثير أنطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية السعودية والتي سنقوم بسردها في الأسطر التالية.
مشروع الإستثمار والتخصيص للأندية السعودية
تسعى المملكة السعودية إلى تحقيق عدد من الأهداف الهامة في مجال الرياضة وذلك بحلول عام 2030. فقد بدأت المملكة العمل على تحقيق هذا الأمر من خلال عدد من الأهداف، والتي سيتم العمل عليها من الآن من أجل الوصول لهذه الأهداف. تتمثل الأهداف الرئيسية في تحسين الرياضة في السعودية بشكل عام ورياضة كرة القدم بشكل خاص، وذلك في وصول دوري روشن السعودي ليكون واحد من أهم 10 دوريات في العالم، ورفع الكفاءة الرياضية في المملكة على الصعيد المحلي والدولي ومن ثم المشاركة بقوة في كافة البطولات المُتاحة.
ترى المملكة السعودية أن هذه الأهداف لن تتحقق إلا بدخول القطاع الخاص في مجال الرياضية السعودية، حيث حددت المملكة مسارين رئيسسين لتحقيق الهدف المنشود.
المسار الأول: إستثمار صندوق الاستثمارات العامة في 4 أندية
يتمثل المسار الأول في نقل ملكية عدد من الأندية السعودية لعدد من الشركات الخاصة، وذلك بهدف ضخ الأموال والاستثمار بقوة في هذه الأندية؛ حيث يعتبر هذا المسار هو المسار السريع في هذه الخطة. تشمل هذه الخطة أربعة أندية وهم الهلال، الاتحاد، الأهلي والنصر. فسوف تنتقل 75% من ملكية هذه الأندية للشركات الخاصة أو صندوق الإستثمارات العامة بعبارة أخرى والتي سوف تقوم بالإستثمار في هذه الأندية، مع إبقاء 25% من نسبة ملكية النادي في المؤسسة الغير ربحية. فمجلس إدارة النادي سيتغير شكلها بحيث تتكون من خمسة أعضاء يتم تعينهم من قبل صندوق الإستثمارات العامة، مع تواجد عضوان من المؤسسة غير الربحية.
من خلال هذا التحول السريع سوف تتمكن الأندية من إبرام صفقات عالية الجودة مع لاعبيين ومدربين من الطراز الأول، مما يصب في مصلحة الدوري السعودي للمحترفين بشكل عام وفي مصلحه هذه الأندية بشكل خاص.
المسار الثاني: تخصيص عدد من الأندية الرياضية
أما المسار الثاني لمشروع تخصيص الأندية السعودية فمن المقرر أن يشترك فيه العديد من الأندية السعودية في مختلف الدرجات. فهذا المشروع الذي سوف يبدأ بنهاية عام 2023، يتمثل في تخصيص عدد من الأندية السعودية وذلك بناء على عدد من المعايير التي سوف يتم إعلانها من قبل المركز الوطني للتخصيص.
فهذا المشروع على وجه الخصوص يهدف إلى رفع كفاءة الرياضات السعودية بشكل عام، وإعطاء الفرصة لمختلف درجات الأندية السعودية برفع مستواها من خلال الإستثمارات الجديدة. كما يعود هذا الأمر بالنفع على الرياضيين الذين سوف تتاح لهم فرص متنوعة للتقدم في حياتهم الرياضية من خلال العمل وفق أحدث برامج التدريب والرعاية الرياضية التي سيتم توفيرها بعد مرحلة التخصيص.
أهم أهداف مشروع تخصيص الأندية السعودية
تم وضع أهداف واضحة ومحددة لمشروع التخصيص، والتي يمكن تلخصيها في النقاط التالية:-
- تحقيق نمو إقتصادي مستدام وذلك عن طريق خلق بيئة جاذبة للإستثمار.
- تطوير البنية التحتية للأندية، بشكل يخدم الجماهير الرياضية والتي تعتبر حجر الأساس في مجال الرياضة.
- رفع المستوى الأداري بشكل عام في الأندية الرياضية، والوصل بالإحترافية إلى أعلى مستوى.
- رفع كفائة الرياضيين السعوديين بهدف تحقيق رؤية المملكة في الحصول على جيل متميز من اللاعبين في مختلف الرياضات للوصول إلى المستويات العالمية.
- الوصول بالدوري السعودي لأعلى المستويات، بحيث يكون واحد ضمن أفضل 10 دوريات كرة قدم في العالم.
- زيادة العوائد المالية للدوري السعودي لتصبح 1.8 مليار ريال سعودي بدلاً من 450 مليون ريال سعودي.
- رفع القيمة التسويقية لدوري روشن للمحترفين من 3 مليارات ريال سعودي إلى 8 مليارات ريال سعودي.
أبعاد أنطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية السعودية
لا يمكن توقع كافة الأبعاد المتعلقة بمشروع السعودية الضخم والقائم على تخصيص الأندية السعودية، نظراً لما قد يترتب عليه من نتائج إقتصادية ضخمة.
فواحدة من أهم الأبعاد المتوقعة، هو تسابق كبرى الشركات السعودية والعالمية في الحصول على استحوازات كاملة أو حتى حصص في الأندية المتاحة للخصخصة. كذلك سوف تحاول الشركات العالمية هذه القيام بتحالفات مع شركات تسويقية مع مختلف أندية الدوري السعودي، وخصوصاً عندما تزيد نسبة مشاهدات الدوري بعد استقطاب أفضل نجوم العالم في الدوري السعودي الممتاز.
فقد نرى كبرى شركات مراهنات كرة القدم مثل وان اكس بيت 1xbet و موقع betfinal و 888 sport تتقدم بطلب الحصول على حصص في أندية كرة القدم، وذلك بهدف الجمع بين ما تقدمه من خدمات مراهنات رياضية على كرة القدم وغيرها من الألعاب، وكذلك الاستثمار في دوري روشن السعودي؛ مما يحقق النفع للأندية من خلال ضخ أموال كثيرة لتطوير الأندية والنفع على الشركات في عمل حملات تسويقية ضخمة.
جلب أفضل اللاعبين للدوري السعودي الممتاز
واحدة من أهم السياسات التي تقوم بها الأندية السعودية بدعم من صندوق الاستثمارات السعودي، هي جلب أبرز اللاعبين على مستوى العالم للعب في الدوري السعودي. فقد وقع النجم البرتغالي العالمي كرستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي الموسم الماضي مقابل 200 مليون يورو في الموسم الواحد. كما وقع النجم الفرنسي وقائد نادي ريال مدريد كريم بنزيما مع نادي الاتحاد السعودي، ليمثل صفوف النمور بداية من الموسم المقبل ولمدة ثلاثة سنوات. كذلك اقترب نادي الاتحاد السعودي من التوقيع مع الفرنسي الأخر نجولو كانتي، والذي يلعب في الوقت الحالي لصفوف نادي تشيلسي الإنجليزي.
على الجانب الأخر، هناك شائعات عن مفاوضات مع عدد من النجوم العالميين، أمثال سيرجيو راموس، دي ماريا، أوبامينج، أليكسيس سانشيز، رياض محرز، سيرجيو بوسكتس وغيرهم. فمع انضمام أي نجم من هؤلاء، سوف تزداد نسبة الأهتمام والمتابعة للدوري السعودي لكرة القدم.
استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2030
مما لا شك فيه أن كل هذه التحركات المتميزة من جانب المسؤولين عن الرياضة في المملكة السعودية، من خلال توفير كل الامكانيات لتطوير كرة القدم في السعودية، وجلب أفضل لاعبي العالم إلى الدوري السعودي الممتاز، سوف يساهم في تطوير كرة القدم بصورة كبيرة وسريعة جداً.
فليس من المفاجيء أن تحصل المملكة العربية السعودية على حقوق استضافة كأس العالم للأندية 2023، والذي يعتبره الكثيرين خطوة أوليه قبل طلب الحصول على حق إستضافة كأس العالم 2030. فمع كل ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية، لن يكون من الصعب المنافسة بقوة على الحصول على شرف استضافة كأس العالم داخل المملكة العربية السعودية، ولا سيما بعد التجربة الناجحة من قبل دولة قطر الواقعة في نفس منطقة الشرق الأوسط.
حلم الشعب السعودي برؤية دوري كرة قدم سعودي متميز، وها هي الأحلام تتحقق وتمتد لتشمل كافة جوانب الرياضة في السعودية. فالدوري السعودي لكرة القدم بات الأقوى في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وليس من المستبعد أن نراه واحد من أقوى 5 دوريات كبرى في العالم في غضون سنوات قليلة!